حروف مبعثرة ..!!!

 

وأنت على طريق الرحلة الطويل (  أقم )  أينما تجد سكينة روحك 

لا تغريك الطرق التي تراها أمامك..

لا تخدعك تفرعاتها .. لا تستهويك الأشجار وتلك الورود زاهية الألوان المزروعة على جوانبها ..

لا يبهرك طولها أو قصرها .. فالمسافات في بعض الطرق مهما قصرت تكون متعبة .. مؤذيه ، مليئة بالعقبات التي تجعل سيرك عليها أمرا شاقا ..

أقم حيث وجدت سكينة روحك فذاك موطنك الذي تألفه ويألفك..

هناك ما تاقت له نفسك وارتضته مبادئك واطمئن له قلبك وكل جوارحك..

أقم هناك لا يغريك الناصحون ولا كثروا ولا يهمك الهاجون وان زادوا..

أنت من يقرر ما يحل لك ويطيب .. وبه واليه تأنس نفسك لا غيرك أحد ..

المكان الذي يحتضن روحك هو وحده القادر على أن يشعرك بأنك وصلت ..

المكان الذي ترى فيه كل شيء واضح دون رتوش أو تدخلات تجميلية هو ما يبعث في نفسك الطمأنينة بأنك في المكان الصحيح ..

أقم وانصب دار مقامك وضع رحالك ، علك تستريح من وعثاء السفر الطويل والبحث عن الموطن الآمن ..

ليس مهما أن يكون بين ردهات قصر فاره .. فقد تجد طيب المقام بين جدران بيت من الطين أو الحجر او من المنشأ حديثا ..

أو على شاطئ جميل تلعب أمواجه أمام ناظريك .. تشدك الى عالم آخر فيه من الوجدانية ما يحيي فيك بعض الذكريات الجميلة 

أو قد يكون مقامك بين دفتي كتاب جلت بين اسطره قلبت صفحاته  فطاب لك المقام لجمال ما وجدت ..

وبخاصة عندما ينقلك المكان الى عالم آخر لا يعرفه ويشعر به سواك أنت ..

هناك حين تتلاقى الطمأنينة مع الرضى تدرك واقعا حقيقيا أن الوطن لم يكون يوما مكانا تسافر اليه لتقيم فيه ..

 إنما هو شعورا يسافر معك أينما حللت ووجدت فعلا فيه سكينة روحك ..

فالأماكن كثر والمواقع أكثر والكتب اشمل وأعم ..

والدوافع كذلك تموج بها حياتنا اليومية ..

لكنها نادرة وقليلة التي تجعل مشاعرنا لها ذاعنة مطيعة منقادة دون مقاومة ..

هدوء الروح والطمأنينة والسكينة هي عوامل جامعة شاملة تجعلك مجبرا أن تقيم في أي مكان هي لك تجتمع .. فهناك أقم .. ولا عليك مهما تسمع او ترى او تظن ..

ما أجمل المقام عندما يغمره دفء من تحب .. تحفه عناية من حولك .. وقتها تعلم أن ما تتمناه قد أدركته وأنه ملك يمينك .. فهناك أقم ..

والى لقاء بكم قريب ..